الثلاثاء، 11 يناير 2011

منسي: إنسان نادر على طريقته




تندرج هذه الرواية تحت صنف "رواية السيرة الذاتية", التي خلد فيها الطيب صالح صديقه (منسي) بسرد قصة حياته على شكل رواية- وهذا النوع من الروايات ليس فيه خيال في "الأحداث", بل هناك خيال مقيد في "الوصف"- كالمبالغة في الوصف والتشبيهات مثلاً أو ربما في بعض الأحداث الهامشية, المهم أن كل مافيه هو حقائق ثابته وقد أكد على ذلك الطيب صالح في مقابلة تلفزيونية معه.

منسي المسيحي, الذي أسلم فيما بعد, منسي الفقير الذي أصبح مليونيراً فيما بعد, منسي الذي تزوج حفيدة السير توماس مور مؤلف رواية يوتوبيا, منسي الذي تصادق مع ساموئل بكت (نعم, هو الكاتب المشهور ذاته), ومنسي الذي تحدث مع ملكة بريطانيا ودخل
قصرها بلا بطاقة دعوة, هذا هو أحمد منسي, مثال (حقيقي) على الشخصية المصرية (الخياليه) التي نشاهدها في بعض الأفلام الكوميدية المصرية, تلك الشخصية التي لا تلوي على شيء, ولا تحسب حساب شيء, ومع ذلك تبتسم له الحياة إبتسامة عريضة.




تظهر مشاعر الكاتب في هذا النوع من الروايات, فاختياره للأحداث, وطريقة وصفه لها, تخبرك حقاً لماذا كـُتبت الرواية, والطيب صالح هنا أحب صديقه حقاً وأخلص له رغم أنه-كما تخبرنا الأحداث- سرق الأضواء منه في مواقف كثيرة, لكنه بمعرفته الكثيرة للبشر, عرف ندرة منسي, وندرة الأشخاص مثله, ووفاءً لذاكره, ولأن منسي يحب الشهرة والأضواء, خلده في رواية, صحيح أن جمالها في أحداثها الحقيقية وليس لخيال الكاتب منها شيء, إلا أن لقلمه وللأسلوب العفوي المسترسل دور أساسي لنجاحها وهو ما يجعلها تختلف عن الأحداث التاريخية البحته المكتوبة بصورة واقعية بعيدة عن العبارات والجمل والتشبيهات البلاغية.


وقد اقتبست لكم من الرواية المثل الآتي : " تفرقوا أيدي سبأ", استنكرت هذه الجملة في البداية, ثم خمنت أنها قد تكون مثل, أو ربما مثل سوداني حتى, وبعد البحث وجدته مثل معروف ويضرب: لمن تفرق شملهم بعد إجتماع - وسبأ هنا هم قوم سبأ المذكورة قصتهم في القران.

قبل النهاية
مات منسي وصلت على روحه في الكنيسة أسرته الإنجليزية
وصلت عليه أسرته المسلمة في السعودية
فيما صلى عليه أقاربه المصريين في الكنيسة القبطية

* يجب أن تقرأوا هذا الكتاب يا أصدقاء, وحاولوا أن لا تحسدوا "منسي" على حياته :")

هناك تعليقان (2):