الخميس، 1 يوليو 2010

جاتسبي العظيم [102]



الكتاب : جاتسبي العظيم
النوع : رواية
المؤلف : ف سكوت فيتزجرالد
المترجم : محمد مستجير مصطفى
الناشر : دار المعارف
الصفحات : 233 صفحة
الطبعة : 

في الرواية, يحكي لنا "نك" عن قصة إنتقاله للغرب الأمريكي, التي تبدأ أحداثها الدرامية عندما سكن في مسكن متواضع بجوار قصر شامخ, يتضح لاحقاً أن صاحب القصر هو جاتسبي العظيم, ليس أميراً ولا إبن ثري, إنه عظيم وحسب ولا أحد يدري مصدر عظمته, يحيطه الغموض من كل جانب, يقيم الحفلات الصاخبة في باحة قصره لكنه لا يحضرها ! يقذف بالأموال يمين شمال لكنه لم يخرج من قصره للعمل قط ! يقال أنه قتل شخصاً, ويقال أنه يدير تجارة غير مشروعة, لكن ! ما هي القصة الحقيقية ؟ ما هو السر وراء ذلك الغموض ؟

فيتزجرالد كتب رواية رومانسية, تقبع أهميتها في تسطيرها للتاريخ الأمريكي بواقعه الذي كان, فالشخصيات مثلت حالة معظم شرائح المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت, أو في عصر الجاز كما أسماه فيتزجرالد حيث كانت نظرية الحلم الأمريكي قائمة على قدم وساق, وبين ثنايا القصة, نستطيع استخراج ملخص للحياة الأمريكية, مالذي يحلم به الشخص العادي ؟ ومالذي يسعى له صاحب الثروة ؟ ماهو الممنوع ؟ وماهو المرغوب ؟ ما الحالة التي كانت عليها المرأة ؟ ومالذي كانت تسعى له ؟ والكثير من الأسئلة .

* هناك أمر نبهتنا له الدكتورة في المحاضرة, وهو أن لجميع الشخصيات أدوار بارزة وقد تحكي عن هذا وذاك, لكننا في غمرة الأحداث قد ننسى الرواي, الشخص الذي حكى لنا القصة, وهذا منزلق يحيد بك عن فهم القصة على حقيقتها, فمن هو الرواي ؟ وما مدى مصداقيته ؟ هذه الأسئلة وغيرها لن نجيبها عنه من خلال أحداث الرواية كباقي الشخصيات, بل من خلال طريقة سرده للأحداث, تخميناته, وتوقعاته, رأيه في هذه الشخصية ورأيه في تلك, إذاً في النهاية الشخصية التي يجب أن تعطوها إهتماماً عند القراءة هو الراوي .

انهمكت في قراءة الرواية بتفاصيلها الجميلة والمشوقة, حيث يدفعك الغموض الذي يكتنف جاتسبي لمواصلة القراءة بحثاً عن أجوبة, وفي الحقيقة احتفظت بذكرى جميلة عنها إلى أن شاهدت الفيلم الخاص بها (1974), وهنا تمنيت حقاً لو لم أشاهده, من وجهة نظري أجد الفيلم مسيء حقاً لا لأحداث الرواية لكن للشعور الذي تثيره فيك, للقيمة الأدبية التي تحملها كلمات المؤلف, فـ في الفيلم لم يكن هناك سوى شخص عظيم يحب مهرجة حمقاء !



هذا هو غلاف النسخة الإنجليزية , وقد صُمم الغلاف بطلب خاص,
فبينما كان فيتزجرالد يعمل على روايته, كلف الفنان  Francis Cugat بعمل غلاف فني لها, ورغم أن فرانسيز كان فناناً غير معروف إلا أنه صنع هذه اللوحة التي احبها فيتزجرالد كثيراً. وقد فرانسيزرسم لوحته بأسلوب فن الزحرفة الشعبي Art Deco وهو ذاته الأسلوب الذي أصبح مرادفاً لفترة العشرينات الصاخبة

من قرأ الرواية يستطيع أن يرى أن اللوحة تمثل الرواية, فالعينان هنا بلونها الأصفر والأزرق المتداخل تمثل عينا دكتور ت. ج. إيكلبورج T. J. Eckleburg الزرقاء ونظارته الصفراء, وقد ترمز الشفتان الحمراء لديزي التي تحب الظهور ولفت الإنتباه, أما الأضواء الصاخبة فقد تمثل حفلات جاتسبي.

0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق