الهــــارب [13]

الكتاب : الهارب
النوع  : رواية
المؤلف: ستيفن كينغ
المترجم: فائزة المنجد
الناشر : الدار العربية للعلوم-ناشرونالها
عدد الصفحات : 285 صفحه
الطبعة : الأولى 2007





الهارب هي رواية من الخيال العلمي للكاتب الامريكي ستيفن كينغ المعروف بملك الرعب, وقد نشر روايته هذه عام 1982 تحت اسم "ريتشارد باكمان" الأمر الذي فعله مع رواياته الأولى قبل أن يعلن هويته الحقيقيه, وفي "الهارب" تدور الأحداث عام 2025 فنجد البطل وهو بن ريشارد يسكن مدينة كو أوب المنقسمة لقسمين, قسم حيث الأبنية العالية بنوافذها المحطمة والأسوار الشائكة ومواقف السيارات الفارغة إلا من المنبوذين والشوارع ذات الاسمنت المتصدع والخربشات البذيئة, هذا عدا المحلات المهجورة وعصابات الدراجات النارية المتحكمة بالمنطقة, أما معلمها الأساس فهو الجرذان, في كل مكان جرذان, ثم القسم الآخر ذو الهواء النقي وناطحات السحاب التي لا يعلوها سوا مبنى ألعاب الشبكة ذو المئة طابق ! وألعاب الشبكة هذه هي محور القصة وعليها تدور , فهذه الشركة قد  نشرت كيبلاتها في كل مكان وعلقت الشاشات المطورة اجباريا ً في كل بيت بل وكادت أن تجبر السكان على المشاهدة الإجبارية إلا أن محاولتها باءت بالفشل, والألعاب هي في الحقيقة ليست ألعاب كالتي نعرفها, فعبارة "انتهت اللعبة" التي لا تعني لنا شيئا ً تعني لألعاب الشبكة "انتهت حياتك" وأنت ميت بكل بساطة, ولم يكن يشترك إلا من مل حياته أو أغرته البليون دولار جائزة الفو, لكن بطلنا ريتشارد اضطر للإشتراك بعد أن وقعت ابنته طريحة الفراش وعزم على الفوز بالبليون حتى لو كلفه الفوز حياته, وتبدأ الأحداث وكأنها في سباق مع الزمن سريعة وخطيرة ومشوقة .

أبدع ستيفن في أسلوبه التشويقي كما يفعل دائما ً, تشعر بأنفاسك تكاد تقف من فرط حماسك, وتعيش المدينة ذاتها مع وصفه وتفاصيله, وفي وصف المدينة القذرة أعجبني استخدامه للجرذان كشاهد حي وقوي على قذارة المدينة وأزقتها المهجورة, أما في وصف القسم الآخر حيث الأغنياء والمترفون يعجون في أنانيتهم فقد كانت التكنولوجيا المتطورة هي أهم معالمها, وكأن ستيفن يرمي لنا بعظمة لنفهم الحدث فلتنكولوجيا ضرر ولا بد لأناس أن يتحملوا ضررها على حساب من يتحمل منافعها, والإنسان في المستقبل لا قيمة له ولا لحياته فالموت حدث عادي بل طبيعي والناس يستطيعون قتل بعض كما يقتلون الأشخاص في ألعاب الفيديو, لقد تساوى الإنسان بحياته وروحه مع الأشخاص الوهميين !

الرواية ممتعة وتتضمن معاني وقيم خلف أحداث الأكشن الخيالية, ويكفي إثارة أنها تتحدث عن المستقبل المجهول ! وقد القراء في الحكم عليها فمن قائل بأنها مملة ومن اسوأ روايات كينغ ومن قائل بانها مشوقة جدا ً وأنا من الصنف الأخير .