الجمعة، 8 يناير 2010

مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة [12]



الكتاب :مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة
النوع : دراسة
المؤلف: د. سفر الحوالي
الناشر : دار الدرسات العلمية للنشر والتوزيع
عدد الصفحات : 61 صفحه


"يارب أعد أمجاد المسلمين..آمين" سوف تردد هذا الدعاء حين تنهي الكتاب الصغير جداً في الحجم والكبير جدا ً في اطروحته, لمن لا يعرف المؤلف وضعت لكم بعض الروابط في اسفل التدوينة.

يتحدث د. سفر عن قارة أوربا التي يقول أن الله قدر لها على صغر حجمها وقسوة بيئتها أن يكون لها أثر كبير على تاريخ الجماعة البشرية كلها, وأن تتولى ركب الغواية في صراعه الأبدي مع الإيمان, ثم عرض لنا كيف ذلك مبتدءً من الصفر من حيث بدات الحضارة الأوربية مرورا ً بعصور الظلمات ثم الكلاسيكية و الرومانسية والواقعية او القرن التاسع عشر, وكوني قد درست هذه العصور وعلى علم بما فيها إلا أني درستها من وجهة نظر واضعيها وليس من وجهة نظر إسلامية عقائدية أو لنقول عرفناها كأدب بحت دون ربطها بالدين وهو مختلف جدا ً هنا ويثير الكثير من التساؤلات .

وقد قارن المؤلف بين الحضارتين , اوربا في عصر الظلمات و الحضارة الإسلامية وكان البون شاسع, فاوربا لم يكن لديها (مدينة) وبيزنطة و روما كانت  هي أكبر ما تعرفه في حين لم تكن سوى قريتين لو قورنتا بالمدن العالمية آنذاك بغداد ودمشق والقاهرة و
قرطبة ! وطوال تلك الحقبة لم تؤلف أوربا كتابا ً علميا ً واحد في حين كان للعالم المسلم الواحد عشرات الكتب .

ومن ما قاله المؤلف أن بداية الثقافة لاوربا كانت في عصر الحملات الصليبة حين هبوا لتحرير القدس, وقتها أصابتهم صدمة حضارية لم ينسوها قط ! فقد ذهلوا من المكتبات الهائلة المحتوية على كل فنون المعرفة وايضا ً في مدن صغرى أي ليست حكراً على العاصمة فقط في حين كان العلم عندهم بل وحتى القراءة والكتابة محصورة فقط على رجال الدين, هذا عدا التقدم الطبي الهائل في الشرق والمستشفيات الزاخرة التي ما خطرت على بالهم, وهناك الكثير من المقارنات التي أوردها المؤلف وليس انكى من هذا كله سواء تبجحهم وغرورهم وانكارهم أنهم أخذوا العلم من المسلمين .

عرج المؤلف على التحولات في اوربا بأسلوب سلسل واضح ليس فيه تعقيد , ثم ركز على النظرية البنيوية * والتي ظهرت منافسا ً للوجودية من جهة وتطويرا ً للمادية الجدلية من جهة أخرى, وقد ركز عليها لخطورتها خاصة لنا كمسلمين فقد تسائل: كيف يمكن أن نطبق على القران نظرية موت المؤلف واستقلالية النص وقيامه كونا ً مستقلا ً بذاته يفهمه كل قارئ كما يشاء ! وقد عتب على العرب أكثر من غيرهم وقال أيقبل مسلم أن يطبق هذا الكلام على القران !!

هذه الرسالة نور , مرجع ضخم وغني وكل مقارناته معتمدة على مراجع معروفة, ولمن أراد الكتاب فهو متوفر في موقع المؤلف.


* البنيوية : اختلفت آراء البنيويين في البنيوية وذهب بها كل منهم مذهبه لكن فكرتها دائما موت المؤلف واستقلال العمل الأدبي عن مؤلفه.

سيرة ذاتية على ويكيبيديا
موقع د. سفر الحوالي
مقالات كتبت عنه
لقاء معه من  اليوتيوب

0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق