السبت، 24 أكتوبر 2009

الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب [4]



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب: الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب
المؤلف: ابن القيم الجوزية 691-751هـ
اعتنى به وخرجه: غياث الحاج أحمد
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
عدد الصفحات: 143
الطبعة: 1424 - 2003







دخلت المكتبة ابحث عن جديد بين الكتب ولم أجد شيئا يذكر ! لكن لا احب أبدا ً أن اخرج فارغة اليدين من المكتبه
وجدت كتاب ابن القيم هذا في الرف الأعلى هكذا لفت انتبهاي من بقية الكتب المتكأة بجانبه .. لم أصل للرف لذا قلت
لعاملة النظافة التي كانت بجواري ناوليني هذا لو سمحت فلم تعيرني اي انتبهاه واكملت انا بحثي ثم عدت لنفس
الكتاب وكانت بجواري مرة اخرى فسالتها مرة اخرى فاعطته لي .. صحيح كان من بين قائمتي للكتب الجديده
كتاب صيد الخاطر لابن القيم لكن لم أسمع بهذه ولم أعرفه وما إن قرءته حتى حمدت الله على هكذا كنز وقع بين يدي
بسهولة وبلا تخطيط أشعر أنه توفيق من الله أن هداني لشرائه وتوفيق منه أن أوقعني في حبال كلماته .
لقد ندمت على وقت رحل هائما على وجهه بدونه .. أقول لكم اقرءوا كتب ابن القيم وعيونكم مغلقه !

الكتاب يتحدث عن الأذكار والدعوات وعمل اليوم والليله وقد ذكر نحو مئة فائدة للذكر وتكلم عن فضل الصيام وفضل الصدقة
وحضور القلب في الصلاة بإيجاز .

في فضل الصدقة :
" باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة"
                                                       * أثر

تخيلت البلاء والصدقة يتسابقان أيهما يصل فتصل الصدقة دوما ً ! كقصة معجزة كقصص للأمل عند السلحفاة والأرنب والضفدع
الأصم . يقول ابن القيم: " إن للصدقة تأثيرا ً عجيبا ً في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر فإن الله تعالى
يدفع بها عنه أنواعا ً من البلاء " ويقول في أثر عن عمر ابن الخطاب: " ذكر لي أن الأعمال تتباهي فتقول الصدقة:أنا افضلكم "
وقال شارحا ً قوله تعالى:(ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)شرحا ً عجيباً موجزاً " أن الشح هو شدة الحرص على
الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه والبخل منع انفاقه بعد حصوله وحبه وامساكه فهو
شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله . فالبخل ثمرة الشح والشح يدعو الى البخل فمن بخل فقد أطاع شحه ومن لم يبخل فقد
عصى شحه ووقي شره وذلك هو المفلح .

في فضل الذكر:
"لو أقبل عبد على الله تعالى كذا وكذا سنة ثم أعرض عنه لحظة لكان ما فاته أعظم مما حصله"
                                                *بعض العارفين

لقد هزني هذا القول ووجمت كأن على رأسي طيرا ً تأكل منه فلا تشبع ! وماذا عن من أعرض سنوات وذكر الله في لحظه من
لحظات يومه وعلى وجه السرعة كأنه على موعد مع الموت ! تكلم إبن القيم وأسهب وذكر من الأحاديث ما لم أعرفه يوما ًوقال
كلاما ً عجيبا ً وأورد نحو مئة فائدة للذكر على نحو مختصر مقنع مدعم أكثره بشواهد يقول في حديث عن معاذ ابن جبل: "ليس
تحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها " وقال شارحا : أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة
وجلاؤه بالذكر فإنه يجلوه حتى يدعه كالمراة البيضاء. والقلب يصدأ بأمرين : بالغفلة والذنب وجلاؤه بالاستغفار والذكر وإذا صدئ
القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه فيرى الباطل في صورة الحق والحق في صورة الباطل, لأنه لما تراكم عليه
الصدأ أظلم , فلم تظهر فيه صور الحقائق على ما هي عليه وهذا من أعظم عقوبات القلب وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى قال
تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)

وقال كنصيحه: "فإذا أراد الرجل أن يقتدي برجل فلينظر هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين وهل الحاكم عليه الغفلة أو الوحي؟"
ومن فوائد الذكر التي عددها : أنه يورثه ذكر الله تعالى له وذلك من قوله:(فاذكروني اذكركم) فتخيل هل أعظم من أن يذكرك الله !!
وأنه اذا تعرف الله بذكره في الرخاء عرفه في الشدة فإذا سأل الله حاجة قالت الملائكة: يارب صوت معروف من عبد معروف
ومنها أيضا ً أن الإشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين وفي الحديث: "قال سبحانه وتعالى: من شغله ذكري
عن مسألتي, أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"

بعد فوائد الأذكار عرج على الأذكار والأدعية والمواقف اليومية اذكر منها ما يقوله عن من اغتاب أخاه المسلم فيذكر أن كفارة الغيبه
أن تستغفر لمن اغتبته كما هو معلوم عند الجميع وقال اعلام المغتاب وتحليله أن هناك قولان للعلماء والصحيح هو أنه لا يحتاج إلى
اعلامه بل يكفيه الاستغفار له وذكره بمحاسن مافيه في المواطن التي اغتابه فيها وهو رأي ابن تيمية وغيره وذلك لأنه يحصل
بإعلامه عكس مقصود الشارع (صفحة127)

هذا ما اخترته لكم وفي الكتاب فيض عظيم عظيم لا يغني عنه أي موجز أو ملخص والكتاب مرتب ومنقح وأحاديثه مخرجه وترتيبه
على فصول قصيرة لا تضيع معها في القراءة بل تحفزك أن تقرأ في كل مرة فصل أو اثنين . رحم الله ابن تيمية وغفر له والحمدلله
أن هدانا لقراءة كتبه والشكر موصول لمن اعتنى بالكتاب غياث الحاج أحمد ولمؤسسة الرسالة التي أحيت وطبعت كتب التراث من
جديد خدمة للدين والعلم والكتاب .

الموجز : اقرأوا الكتاب ولن أبالغ إذا قلت "الآن"

29 شوال 1430

0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق