الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الشيخ والبحر [3]



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الكتاب : الشيخ والبحر
المؤلف : ارنست همنجواي
المترجم : سمير عزت نصار
الدار : الأهلية للنشر والتوزيع
الطبعة : الثانية 2007
عدد الصفحات : 124







" لم يحالفني أي حظ فقط, لكن من يعرف ؟ ربما اليوم . كل يوم هو يوم جديد . يحسن أن تكون محظوظا ً .
لكنني أفضل أن أكون دقيقاً . ثم, حين يقبل الحظ تكون مستعداً . "
                                                                                         *همنغواي - الشيخ والبحر

سابقا ً قبل فترة طويلة قرابة السنتين أردت بشدة قراءة الشيخ والبحر بعد ما سمعت عنها الكثير, حملت
الكتاب الإلكتروني لكن لم أستطع اكمال الصفحة الثالثة ولم أتمكن من الذهاب للمكتبة وكانت الأيام كفيلة
بإغلاق ملف هذه الرواية وهذه الأمنيه. هذا الصيف اشتريتها وكان يدخل في سبب الشراء هذه المرة غرض
دراسي.
كان أول شيء قلته فور انتهائي منها "رواية غريبه !" لا أدري هكذا شعرت أنها غريبه ومختلفة عن أي رواية
قرئتها ! يحكي همنجواي الكاتب الأمريكي الشهير عن سنتياغو الصياد العجوز الذي أمضى أربعة وثمانين
يوما ً دون أن ينال سمكة واحدة فيما كان الآخرون يعودون بأسماكهم ولذا لقب بسيء الحظ ! لكنه لم يأبه
بأحد ورحل للمحيط يوما ً يصنع حظه الجيد وهناك كان نصر و هزيمة , أمل وألم كمعترك الحياة تماما ً.

في عمق المحيط البعيد جدا ً عن الإنسان, الخالي إلا من رائحة الصباح ولون أزرق شاسع على مد البصر
راح سنتياغو يداعب حظه تارة ويخضعه له تاراتٍ أخرى بحكمة الكبار وخبرة الشيوخ , لقد اصطاد سمكة ولقد
ظننت أنه سيعود وتتغير نظرة الآخرون له ويصبح البطل و تتوالى الاحداث, لكني فوجئت أن الرواية كلها تدور
حول رحلته البحرية هذه, وصلت لآخر درجات الحماسة عندما اصطاد سمكة كبيرة جداً وقلت في نفسي ها
قد بدأت الأحداث لكن تفاجئت جدا ً بأسماك القرش التي لم أحسب لها حسابا ً وكان ما كان !

الرواية في ظاهرها قصة صياد مع البحر لكنها خلف السطور ترمي لقصة الإنسان مع الحياة حيث الهزيمة
والنجاح والإصرار والشجاعة والعزيمة وسد افواه السلبيين والمحبطين بالفعل لا بالقول, وفي هجوم الأسماك
المفاجيء رمز للأحداث التي قد تطرأ علينا في قمة نجاحنا وهناك الكثير من الرمزية في اسم سنتياغو وأفعاله
تشير إلى المسيحية والصليب وأنا شخصيا ً لم افقه لها ولم الحظ ذلك بل وردت في في مقدمة المترجم.

نلحظ أيضا ً طول نفس الكاتب حيث وصف رحلة واحدة بتفاصيل دقيقة جداً,  ومعرفة تامة بالبحر وما يخبئه
وهناك أيضا ً ما يسمى بالرسائل الإجابية حيث كان سنتياغو يتحدث مع نفسه بكل إيجابية وبعيدا ً عن لوم الذات
ونجده حين تعرض له خاطرة سلبيه فهو يبعدها عن نفسه في ذات الوقت.


الكثير نجده في هذه الرواية لكن ليس قبل أن تنهيها كاملة وهو ما واجهته مع أوراقها حيث شعرت بالملل في
بعض الوصف لكن عندما انهيتها شعرت بتفائل وعزيمة وتحدي للمجهول فيكفي سنتياغو أنه قاتل القرش وحيدا ً,
والسؤال الذي مازال يحيرني, هل يأكل الصياد السمك ني حقا ً ؟

* تنويه : سمعت أن المترجم علي القاسمي ترجم الرواية مرة أخرى وبإحترافية وجمال أكثر من أي ترجمة سابقة !


هنا بعض الإقتباسات التي وضعت تحتها خط . . .

" تقترض أولا ً ثم تروح تتسول "

" يوجد كثير من الصيادين الجيدين وبعض الصيادين العظام لكنك توجد أنت فقط "

" العمر هو ساعتي المنبهة "

" يجب ألا أفكر بكلام فارغ , الحظ شيء يأتي بأشكال كثيرة ومن يستطيع أن يتعرف عليه ؟ لكني سآخذ بعضه على
أي شكل كان وأدفع ما يطلبونه. "

" إنه لأمر سهل حين تهزم "

               
7  رمضان  1430   

0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق