السبت، 24 يوليو 2010

قصة البداية . . وتحليل للعوائق . . .



قرأت كثيراً عن الأهداف, وأهمية وضع الأهداف,  في كل مرة كنت أفهم جزئية ما وأخفق في أخرى كما يبدوا, فمثلاً إن وعيت أهمية وضع هدف محدد أخفقت في وعي أهمية كتابته على الورق وهكذا بعد معارك طويلة مع أهداف كثيرة كانت تفشل في النهاية بطريقة أو بأخرى وجدت نفسي في النهاية أضع هذا الهدف "تماماً" بالطريقة التي ذكرتها تلك الكتب

جلست مع نفسي في صباح يوم هادئ "تماماً", وفكرت في شيء يؤلمني أكثر من غيره لأنه مفقود في حياتي, ووجدت أني صحيح قارئة لكني لا أحدث فرقاً وتسائلت "مالفرق بيني وبين الغير قارئة ؟" مالذي قدمته ؟ وكان الجواب هو "التقصير", فأنا اقرأ من جانب وأنسى أو بالأصح لا أدون أو أثبت وأعمق ما قرأت, ومن هنا جاء الهدف," أن أحدث فرقاً " .

الفكرة كانت فكرتي لكن كما ذكرت في بداية المشروع قبل سنة من الآن, أسلوب الفكرة, واقتباس العنوان من كتاب, وتدوينها الكترونياً "حيث كنت سابقاً سأكتبها في دفتر خاص", كل هذه جاءت مستوحاة من مدونة "سعود العمر", لذا أوجه له شكري مرة أخرى لإلهامي بمشروعه "ثمانين كتاباً بحثاً عن مخرج" لأسلوب مشروعي الذي كان من أفضل ما فعلت في هذا العام, ونقطة إنطلاقي القوية في عالم التدوين "الالكتروني" .

كان تاريخ اليوم هو 25 رجب وفكرت أني في منتصف السنة تماماً, فلا أستطيع انتظار بداية السنة المقبلة, ولا استطيع تعويض ما فاتني من شهور لذا قررت أن لا يكون مشروعي من بداية سنة لنهايتها ككل المشاريع المخطط لها, بل أن يبدأ حالاً من يوم الغد إلى سنة من تاريخه أي من 26 رجب 1430 إلى ذات اليوم من عام 1431 لماذا ؟ لأن خير البر عاجله, ولأن التأجيل قد يتحول إلى تسويف  .

كان أمامي الكثير من التحديات والمحبطات, فمثلاً حدثني عقلي أني قد لا أنجح كوني في سنتي الجامعية الأخيرة, ومعروف أن السنة الأخيرة تتطلب دوماً المزيد من الجهد والعمل, والمزيد من المشاريع والبحوث التي يطلبها منا الأستاذة كوننا قد أصبحنا أخيراً ثمرة ناضجة وعلى حافة عتبة واحدة من القطف, لذا توقفت عن التفكير قليلاً, استعذت بالله, وسمحت لنفسي بالهدوء والراحة, ثم بدأت أفكر بمنطق, محاولة تخيل صورة كاملة عن سنتي المقبلة, وخرجت بثلاث نتائج كلها في صالح إتمام المشروع :
أولها, أني لست ممن ينكب على كتبه الدراسية طيلة يومه لدرجة أني لا أجد وقتاً للقراءة الحرة
ثانياً, أني اقرأ يومياً دوماً ولا أظن أن طبعاً ثابتاً كهذا سيتغير فقط لأني في سنتي الأخيرة, فالعادات صعب تغييرها
ثالثاً, وبمنطقية أكثر, حتى لو كنت في قمة إنشغالي سواء بالدراسة أو غيره, فيستحيل أن لا أجد ساعة قراءة !

إذاً في النهاية كوني في سنتي الجامعية الأخيرة ليس عائقاً في الحقيقة بل هي أوهام لا أساس لها, لذا فكرت في عائق أو صعوبة أخرى وكانت "الكتابة", صحيح أني أكتب عادة, لكن هذه العادة ليست كالقراءة فهي مرتبطة بالمزاج أكثر, فأنا مزاجية جداً, وإن كانت قراءة 200 كتاب خلال سنة ليست بتحدي صعب فإن كتابة 200 تقرير هي التحدي الصعب أو لنقل الذي لا يمكن التنبوء به, لأن الإخراج أكثر صعوبة من الإستقبال, فالقراءة والإستماع أقل تعقداً من الكتابة والتحدث, وفكرت فيها أكثر فخرجت بالآتي

أولاً, كعوائق كانت المزاجية وضياع وقت أكثر في عملية الكتابة والمسح إلى أن أصل لنص مرضي
وثانياً, كان لدي أشياء أخرى أكتبها كاليوميات والخواطر والمقالات  وما شابه ذلك

بعد هذه العوائق فكرت في المحفزات والدوافع أو الأشياء التي تجعل من جزئية الكتابه شيء مهم وضروري فكان
أولاً أنه جزء مهم من الهدف فلا يمكن أن يكون الهدف قراءة بلا كتابة وإلا ما استجد جديد في حياتي
ثانياً أنني حتى لو حذفت فكرة الكتابة فسيكون الهدف بلا معنى حتى بالنسبة لغيري من الناس, فعندما يأتي شخص ويخبرك أنه قرأ 200 كتاب في سنة واحدة فستشك ليس في مصداقيته بل في عمقه وفهمه واستيعابه لما قرأ, لكن الكتابة إثبات حقيقي.

قارنت العوائق بالدوافع, وفازت الدوافع وقررت التحدي والمثابرة, ومن هنا بدأ هدفي ومشروعي الذي وضعته بعد تفكير واقتناع عميق, حتى لا أجد نفسي يوماً في لحظة ضعف أشكك في أهميته  .


0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق