الأم [115]

الكتاب : الأم
النوع : رواية
المؤلف : مكسيم غوركي
المترجم : فؤاد أيوب + سهيل أيوب
الناشر : الفارابي
الصفحات : 493 صفحة
الطبعة : الثانية 2007

تدور أحداث الرواية في روسيا, وتحديداً بين طبقة العمال, الذين وصلوا أسفل سافلين, فقرروا الثورة, ورغم خوفهم من الطبقة العليا الممسكة بتلابيب كل شيء , إلا أن الألم إذا تمكن من النفس ينقلب تحدي ومواجهة .

كانت هناك بداية صغيرة في إحدى البيوت, وكبرت هذه البداية لتصبح من شخص لعدة أشخاص, واجتماعات وعمل متقن, وإخلاص! انطلقوا من نقطة ما, وقد اشاروا على الخريطة لنقطة سيصلون لها, كان هناك هدف, وكان هناك إصرار على الوصول له, وقد فعلوا , وبالرغم من أن الصفحتان الأولى من الرواية ذكرتني برواية "بائعة الخبز" حيث هناك أم أيضاً, ومصنع, وجوع, وفقر, لكن سرعان ما أدركت الفرق, فهذه تتصل بالسياسة نوعاً ما, والأم هنا ليست "أم بافل" فقط ! إنها في النهاية رمز للأم الكبرى, أم العمال, وأم الشعب, روسيا.

روسيا هي الأم وقد أحبوها وأرادوا العيش على أرضها بحرية, مؤلمة جداً كانت أوضاع العمال هناك, هذه الأعداد الغفيرة من الناس, لازالوا كما دائماً يعانون الظلم ! لا أعلم إن كان مكسيم قد اقتبس ثورة العمال من الواقع, لكن بالنسبة لي يصعب علي أن أشعر أن هؤلاء الأشخاص, والأبطال هم من وحي خيال الكاتب, أراهم حقيقيون, ولم أشعر قط أني أمام رواية ما, كنت كمن يقرأ حدثاً تاريخياً سطرته إحدى الكتب, فهي مشوقة, وبالنظر لحجمها فأنا لم أشعر بالملل إطلاقاً, فقد امتلأت بالحياة, بالرغبة في الحرية, والعيش الكريم .

مكسيم, كمعظم الكتاب الروس, لا أقول "دخل" بل "غاص" في أعماق شخصياته, ووصفهم داخلياً كما خارجياً بصورة بديعة جداً, وعميقة جداً لا تتجلى لأي أحد ! أحببت الرواية ,ممتلئة بالأمل الذي تشعر به يتسرب من الأحرف المطبوعة إلى أنحاء جسمك, إبتداءً من أصابعك الممسكة بالكتاب, ومع أن الرواية تحمل طبعتها الأولى بتاريخ 1983 فأنا لم اقرئها سوى الآن 2009 ! وقد لقد علمت الآن كم أنا متأخرة, لكن قلت لنفسي : إنه أفضل من لاشئ, أفضل من أن لا اقرئها أبدا ً .

دخلت الرواية لقائمة أفضل عشر روايات قرئتها .