نزار قباني ومهمة الشعر [100]

الكتاب : نزار قباني ومهمة الشعر

النوع : دراسة

المؤلف : الصادق النيهوم

الناشر : تالة للطباعة والنشر

الصفحات : 63 صفحة

الطبعة : 

"نزار قباني شاعر على اتساع العالم"

 الصادق النيهوم يحاول في كتابه هذا قراءة نزار من خلال أعماله التي قدمها, ليجيب على سؤالين أولهما لماذا كتب نزار شعره ؟ وهل تحققت أهدافه في النهاية أم لا ؟ ومن خلال دراسة بطيئة لقصئده ومقارنة قصيدة بأخرى, يأخذك الكاتب خطوة بخطوة لتفهم نزار أكثر .

خلاصة الدراسة التي توصل لها الكاتب أن المرأة في شعر نزار ليست مخلوقاً واحداً بل إثنين, لذا فإن أشعاره تنقسم لقسمين: شعر ملتزم وهو الذي يهتم بقضايا المرأة على أرض الواقع والمرأة الشرقية بالخصوص, كقصيدته (حبلى) أو كقصيدته (الحب والبترول) التي عالج فيها الشاعر قضية المرأة التي يحاول الرجل إستغلالها وإمتلاكها, المرأة كمخلوق ذو أبعاد وأفكار, ومشاعر ملتهبة :

متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً
كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً
يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ ي
عبرُ في سجلاّتكْ ؟

 وهناك الشعر الغير ملتزم, والذي تظهر فيه المرأة كحلم, كمخلوق دخاني, لا يمت للواقع بصلة, ففي الشعر الغير ملتزم يعبر نزار عن أفكاره عبر المرأة, فهو يكتب لهذه المرأة الغير واقعية كما يكتب للسنونو ونار المدفأة وشهر ابريل, ومن أمثلة ذلك قصيدته (مساء) التي تعد فيها المرأة مجرد وهم معلق على إحدى تلال القرية

قفي ..كستنائية الخصلات
معي..في صلاة المسا التائبه
نر الليل يرصف نجماته
على كتف القرية الراهبه
ويرسم فوق قراميدها
شريطا من الصور الخالبه 

أيضاً يثير الكاتب قضية تسمية نزار بشاعر المرأة ويعترض على ذلك ويقول "إن نزار لا يكتب شعراً للمرأة بل يكتب شعراً للشعر" وإن الذين يطلقون على أشعاره الغير ملتزمة. أشعاراً غزلية إنما هم يتبعون رغبة طائشة, ثم أخيراً  يتحدث الكتاب عن خصائص أو الفرق بين شعر نزار الملتزم والغير ملتزم من ناحية الأسلوب, وبعد ذلك في الفصل الأخير يدعو النقاد للنقد بالنوايا الحسنة بعيداً عن النقد الشخصي وعن النظريات السياسية فنزار كما يقول : "شاعر على اتساع العالم", فأعماله ترجمت للعالم كله, وسواء شئنا أم أبينا فصوته أصبح عالمياً لذا لم يعد بوسع النقاد أن يخضعوه لمقاييسهم المحلية .

أخيراً أقول : احمدالله كثيراً للقدر الذي قادني لقراءة هذا الكتاب قبل أن أقرأ غالبية دواوين الشاعر, فهذه الدراسة سواء اقتنعت بها أم لا إلا أنها فتحت الآفاق أمامي للنظر للقصائد نزار بطريقة غير الطريقة التي كبرت وأنا أسمعها واقرأ عنها حول أشعار نزار الغزلية والماجنة أحياناً .