الكتاب : الغابة
النوع : أدب رحلات
المؤلف : مصطفى محمود
الناشر : دار المعارف
الصفحات : 125 صفحه
الطبعة : السابعةيقول الكاتب في مقدمته أن غرضه من كتابة الكتاب أن يروي ما شاهده "من إنطباعات في سياق فني قصصي", وهو ما نلاحظه في صفحات الكتاب الأولى, لكنه من فضوله للمعرفة ما لبث أن عدل عن ذلك وغاص في بطون الكتب ليخرج بدراسة علمية عن الغابة وسكانها, وفضل في النهاية أن يكون كتابه دعوة للعلم أكثر منه دعوة للمتعة فقط .
يحكي لنا مصطفى بحروفه الرقيقة عن طريقه للغابة, يصف المدن التي عبرها والناس الذين قابلهم بأسلوب المقارنة أحياناً والتهكم أحياناً أخرى, وهو ما يذكرك أحياناً بالعملاق أنيس منصور, وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب إلا أنه مليئ بالتفاصيل والمقتطافات عن كل شيء, وأي شيء, عن الطقس, واللغة , والإنجليز, عن طبيعة المكان, وطبيعة الناس, وكتب عن السودان, وتستطيع بعدها تخيلها في عقلك بسكانها القلائل نسبة لمساحتها الشاسعة, برقة وهدوء طباعهم, بميلهم للقراءة وبأكوابهم الكبيرة, حيث الأكواب هناك أكبر بثلاثة أضعاف على حد قوله, ثم كتب عن سكان الادغال, عن القبائل البدائية بعفويتهم وفطرتهم كالنيام نيام, والشيلوك وغيرها من القبائل التي تعمق في تاريخها فحدثنا عن علاقاتهم الإجتماعية والدينية وعن معتقداتهم وطقوسهم الراقصة, وفي الأخير سطر وداعا ً للغابة وحزن للرحيل المر, للعودة للمدنية وأمراض القلب والضغط, ودع الفرح الدائم هناك, وقفل عائدا ً والرقص مازال على أشده .
0 التعليقات:
إرسال تعليق