الأربعاء، 10 مارس 2010

الأذان والضوء الأخضر والنعمة المنسية


السلطات الفرنسية ترغب في تحويل الأذان إلى ضوء أخضر


أثارني هذا الخبر, ساءني حال المسلمين هناك وحزنت على حالنا هنا لأننا نسينا النعمة العظيمة التي نملكها ولم نتخيل فقدانها !

تخيلت أن نعيش بلا أذان !! بلا مؤذن يصدح بصوت الحق فيدفعك للقيام من عملك والتوجه للطهارة وتجديد اللقاء مع الله في بيت من بيوته ! تخيل أنه يجب عليك حفظ مواعيد الصلاة فتظل ترقب الساعة تحسبا ً لدخول الوقت وخوفا ً أن تنسى فرضا ً ما !

إن الأذان يصدح عندنا كل يوم, وفي مراته الخمس المعتادة, لذا أعتدنا هذه النعمة ولم نعد نشعر بعظمتها وقوة تأثيرها, يا الله حقا ً انقبض قلبي حين تعمقت في الخيال لهذا اليوم, تشعر وكأن صوت الدنيا وضع على الصامت وكأن شيئا ً ما ينقصك وأن الساعات تمضي وأنت لا تشعر بها للأننا أعتدنا على الأذان في تخمين التوقيت !

إحدى صديقاتي تقول: سافر أخي للدراسة في الخارج, ولم يكن حيث يقطن مسجد ولا مسلمين ! وأعتاد على المنبه لأداء الصلاة وشيئا ً فشيئا ً نسي روحانية الأذان وعظمته, نسي كيف كان يعيش في بلده وكيف كان الأذان يصدح فيقوم بأريحية للصلاة, وعندما كانوا يهاتفونه كان يحدثهم عن أشياء كثيرة افتقدها لكنه لم يشعر أنه أفتقد الأذان إلا عندما عاد لموطنه فبعد أن خرج من المطار متجها ً للسيارة على رصيف بعيد, صدح صوت الأذان, يقول الأخ : توقف قلبي, أخذت أنظر لما حولي, وشعرت براحة عظيمة وقوة تنساب في جسدي ودمعت عيناي, ونظرت خجلا ً فرأيت أهلي ينظرون إلي لعلامات الدهشة التي على وجهي, وربت والدي على كتفي بحنان وعرفت حقا ً مالذي كنت افتقده في تلك الديار الصامتة المنشغل أهلها بأنفسهم .

تقول صديقتي : لاحظت تغيرا ً كبيرا ً على أخي, فلم يعد الأذان شيئا ً عاديا ً بالنسبة له إلى هذا اليوم, وكلما سمع الأذان يبدوا عليه كأن همته تقوى وأنه ينساب لروحه ويقوم للصلاة مبكرا ً على العكس تماما ً من حاله قبل السفر, فصحيح أنه كان يصلي في المسجد لكن تشعر كأنه مرغم على ذلك, ولم يكن يلحق بالركعة الأولى إلا نادرا ً !


الآن .. هل سوف نشعر بعظمة الأذان ؟

0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق