الخميس، 7 يناير 2010

صبـاح الخير أيها الحزن [10]


الكتاب : صباح الخير أيها الحزن
النوع : رواية
المؤلف: فرنسوا سيفان
المترجم : هلا فرحات
الناشر : دار الحكايات
عدد الصفحات : 152 صفحه


" الحزن دائما ً كان يبدو لي مشرفا ً "
                            *من الرواية
لأنه الصباح ولأني كنت حزينة ومتعبة فقد قررت التغيب عن محاضرتي في الكلية, لا أشعر برأسي فوق كتفي لذا ربطته بإيشارب وجلست بجانب مجموعة من الكتب اشتريتها في الأيام الفائته, بحثت في العناوين عن شيء يبقيني مشغولة عن التفكير, و وجدت هذا الكتاب الأبيض الرقيق, كان العنوان مناسبا ً تماماً وشعرت به يسطر أحرفه في قلبي, المؤلف مجهول لكن اسمه يقول أنه فرنسي وقلت حسنا ً لا أجمل من الروايات الفرنسية في صباح باكر كهذا, وبدأت في التعرف على كاتب جديد .

فرنسوا هي مؤلفة وروائية فرنسية نشرت روايتها هذه  في 19 من عمرها,ونالت من المجد والشهرة والنقد حدا ً تخطى فرنسا إلى العالمية وحتى بعد نجاح الكثير من الأعمال التالية إلى أن هذه الأولى كانت الأقوى والأشهر كالانطباع الأول, وحين يريد أحد تعريفها فإنه يقول: صاحبة رواية صباح الخير أيها الحزن .

ومع كل هذه الجلبة والضجة قد يتخيل شخص أنه أمام عمل ضخم او ما شابه إلا أن العكس هو ما حصل مع فرانسوا فبساطة روايتها وعفويتها واختيارها لأحداث وهموم الشخص اليومية والعادية هو ما أكسبها نجاحا ً وتأثيرا ً وأيضا ً مقدرتها على التغلغل في نفسيات الشخصيات, وقد يكون صغر عمرها ما لفت انتباه القراء في البداية وحداهم لإكتشاف ونقد ما كتبت إلا أنهم تفاجئو بعمل أدبي بسيط وراقي ومشحون بالعواطف.

هناك عامل مهم أيضا ً فصدور روايتها كان في العام 1954 أي بعد الحرب العالمية الثانية بعشر سنين 1945 وهو عمر قصير بالنسبة للشعوب التي خاضت وعاشت تلك الحرب وما زالت تعيش تحت وطأة الخوف والضغط, فجاءت الرواية العاطفية البسيطة
المعبرة عن الهموم اليومية بعيدا ً عن الحرب والألم من شابة رفضت القيود ورغبت بالحرية كوردة بين أشواك اقتطفها الناس و غنوا لها الأغاني .

تدور احداث الرواية على لسان شابة في 17 من عمرها من أسرة برجوازية, الأم متوفاه لذا تعيش مع والدها الذي له حياته العاطفية والإجتماعية الخاصة والذي لا يمانع باحضار عشيقاته للمنزل وتبديلهم من وقت لآخر, للأب وابنته علاقة جيدة ولهم شخصيات متشابهة لذا كل منهم يفهم الآخر وتصرفاته, ومن أهم ما يشترك به الإثنان أنهم يعيشون اللحظة تماماً ولا يفكرون بالمستقبل ولا يخططون لأي شي وقد بدأت طريقة حياتهم العفوية بالتغير حين دخلت امرأه في حياتهم وبدأت تفرض شخصيتها الأمر الذي أقلق سيسيل ودفعها للتفكير في شكل المستقبل وفي نمط حياتها, ومنه تبدأ أحداث وخطط أخرى .

عموما ً أحببت الرواية الهادئه, فهي من النمط الذي تحتاجه عندما تصل حياتك لمرحلة العقدة وتبحث عن حل وتغيير في المزاج خاصة حينما تكون وحيدا ً متهربا ً من عملك في صباح حزين مع كوب حليب دافئ .

* تحية للمترجمة 

0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق