السبت، 15 مايو 2010

رحلة السفرجل [63]



الكتاب : رحلة السفرجل
النوع : رواية
المؤلف : وليد إخلاصي
الناشر : الكوكب-رياض الريس للكتب
الصفحات : 174 صفحه
الطبعة : الأولى 2008








    "الجامعة تؤهلك لتكون خلاقاً, والوظيفة تعدك لتكون متفرجا ً مطيعاً"

بداية ً يقول لنا وليد إخلاصي أن هذه (حكاية) وليست (رواية), وهي حكاية بدأت من النهاية, حيث خريف العمر واليوم الأول في التقاعد, ويأتي هذا اليوم كيوم استثنائي, فحين يستيقظ (معين السفرجل) -بطل حكايتنا- يشعر بشيء مختلف, ثم ما يلبث أن يكتشف أنها ساعته الموسيقية الخاصة أبت إلى أن تتقاعد عن عملها, تضامنا ً معه ربما ! أو ربما لتؤكد له أن أنه يوم مختلف ولا عمل هناك ليستيقظ لأجله, وبدء من ذلك اليوم استهلت الحكاية, مرورا ً بالمقاهي الي تسكع فيها, والذكريات التي امتطى صهوتها عابرا ً سنينا ً خلت من التراكمات, وإنتهاءً برحلته التي بدا وكأن الكاتب يقول أنه قرار متأخر كان ولابد إتخاذه من قبل وليس الآن !

لم يحدثنا السفرجل عن رحلته بنفسه, بل حكاها لنا الكاتب كما تحكي لنا الجدات حكاياهن الدافئة, وتضمن سرده أسئلة فلسفية جاءت عفوية أحيانا ً على لسان الشخصيات, ولعبت اللغة دورها المطلوب, وأعطت التشبيهات والصور الحياة للنص الممتلئ بخيبات العمر وحسابات النفس .

وإذا نظرنا لغلاف الرواية نجد أن "نايلا يحيى" وفق في تصميمه فالشارع الهادئ يعبر عن حياة خالية من التحدي والإنجاز والرجل المتجه للأمام بتكاسل وكتفان متراخيتان بخمول تعطي انطباعا ً لشخص مضى في طريقه لكن بإستسلام, ثم المنظر العام ككل والملابس على حبل الغسيل توحي لك بالروتين اليومي الذي عاشه  السفرجل, وربما كانت ألوان الملابس الزهرية دلالة على عائلته الأنثوية, أو قد تكون دلالة على أحلام وردية جميلة, لكنها معلقة في الخيال !

لقد اشتريت الرواية بعد أن قرأت ما كتب منيف في كتابه ذاكرة للمستقبل عن وليد إخلاصي وروايته باب الجمر, واتسائل الآن حقا ً, لماذا كاتب بهذا الحجم لم أسمع عنه من قبل !! خاصة أن هذه هي روايته الأخيرة من مشوار أدبي طويل جداً وعريق !

وأيضا ً اتسائل لماذا اختار الكاتب (السفرجل) بالذات كإسم للعائلة ؟

حكاية جميلة .

رابط :
حوار مع المؤلف حول حكايته في جريدة الرياض


0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق