الاثنين، 10 مايو 2010

مراهقة في باريس [52]


الكتاب : مراهقة في باريس
النوع : رواية
المؤلف : كوليت*
الناشر :
المترجم : صلاح عدس
الصفحات : 160 صفحة
الطبعة :

لطالما كانت الروايات التي تتخذ طابع مذكرات نقطة ضعف عندي, أما باريس فهي نقطة ضعف كل مهتم بالورق من قراء إلى أدباء وناشرين, وعندما قرأت أول سطر كتبته كوليت * في الرواية " اليوم أعود إلى كتابة مذكراتي بعد أن انقطعت عنها بسبب مرضي ... " قلت في نفسي " ليست سيئة على الإطلاق " وبالفعل لم تكن !

كلودين المراهقة المنتقلة من بلدة صغيرة جميلة تدعى مونتيني إلى باريس لم تستطع تخيل أن أحداً قد يكون سعيداً بالعيش في باريس !! وعانت كلودين كثيرا ً وأصابتها حمى أخذت معها شعرها الجميل وعندما استعادت عافيتها وبدأ شعرها في النمو سقطت مرة أخرى في الحمى, في الحب , حمى الباريسيين .
تحكي كلودين عن كل شيء بدء ً من قطتها و حياتها في مونتيني ثم انتقالها مع والدها ومربيتها إلى باريس, تصف باريس كما تراها, وتصف نفسها بعد أن تقف أمام المرءاة التي تعكس جمالها, وتحكي عن فتى  ابن عمتها, الفتى اللذيذ الذي لايشبه الأولاد فهو أجمل وأرق منها, وتكشف عن السر الذي يقف خلف الفتى, وعن فتيات بلدتها الواقعات في حب بعضهن وعن صديقتها التي تزوجت خالها !!

من خلال رواية كوليت ,تستطيع أن تشف حياة فرنسا الإجتماعية في ذلك الوقت, وتستطيع أن ترى كيف كان الشذوذ سلوكا ً غير مقبول في المجتمع على عكس ما هو الآن, وذكرت الشذوذ بالذات لأنه ذكر أكثر من مرة بين البنات وبين الأولاد بل كان أول شي وصفت به فتيات مدرستها وقد تعجبت من انتشاره بهذه الكثرة في ذلك الزمن خاصة بين المراهقين فيما كنت أظنه محدودا ً وأظن الأمر عائدا ً للمدارس التي كانت تفصل الذكور عن الإناث.


* كوليت 1873 ـ 1954 اسمها الكامل جابرييل سيدونى كوليت روائية فرنسية حازت على جوائز كما حازت على تكريم الدولة لها بأن منحتها نوط الواجب, ولدت في الريف الفرنسي, واشتغلت كصحفية خلال الحرب العاليمة الأولى, تميزت كتاباتها بملاحظة دقيقة ووصف لتفاصيل جميلو وعرفت بحب الطبيعة ويتضح كل هذا في روايتها هذه . ومن أراد التوسع فهنا مقالة جميلة عنها . 


0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق