الجمعة، 5 فبراير 2010

من القلب إلى القلب : فن خدمة الآخرين [24]



الكتاب : من القلب إلى القلب : فن خدمة الآخرين
النوع :علاقات انسانية
المؤلف :غاري مورش, دين نلسن
ترجمة : سعيد محمد الأسعد
الناشر : العبيكان
الصفحات : 195 صفحه
الطبعة : الأولى 2007

تقديم :
" أسهل طريق للسعادة هي أن تـُشرك فيها غيرك. " * فيكتور هوجو

"من القلب إلى القلب الدولية" هو إسم مؤسسة يقوم دورها على إيصال التبرعات والخدمات الخيرية للجهة المحتاجة, قام بتأسيسها غاري مورش الذي يفترض أن الناس يودون فعلاً خدمة الآخرين لكن لا يعرفون كيفية ذلك ! وقد استقطبت المؤسسة آلآف المتطوعين من الأطباء والمهندسين والمصممين وحتى ربات البيوت الراغبين بتقديم المساعدة, وكسبت أيضا ً احترام الحكومات وتأييد الشركات الكبرى التي هي محور انطلاق المؤسسة, فالمؤسسة لا تملك طائراتها الخاصة لإقامة جسر جوي طبي بل تعتمد على شركة طيران ترغب بالتبرع, وعلى شركة حافلات وشركات أدوية والخ من الشركات الداعمة .


هذا الكتاب هو دعاية  وتعريف بالمؤسسة من قبل مؤسسها غاري مورش الذي لايعتمد في  سرده على حقائق وأرقام بل على القصص والدروس والعبر التي كتبها لنا ليس على لسان آخرين بل كخبرة مباشرة عاينها بنفسه في رحلاته الكثيرة للهند و كوسوفو وفيتنام وغيرها الكثير .

كتب الناشر وهو العبيكان يقول أن الهدف من ترجمة الكتاب هو إلقاء الضوء على عمل الجمعيات الخيرية والتبشيرية في الغرب, أي  من باب " اعرف عدوك ", وهو هدف جيد كما أظن, لأنه كما يعرف الجميع أنها جمعيات ناجحه ي عملها وسبر أغوارها والوقوف على سبب نجاحها قد يفيدنا كثيرا ً في اتقاء شرهم (ان كانت تبشيرية ) أو في الأخذ ببعض خبراتهم, وقد ساعدني الكتاب كثيرا ً في فهم ما يفكرون به "كشعب" بعيدا ً عن الحكومات والدوافع السياسية  نحو كوارث العالم و مجاعات العالم .

يعرض الكاتب فلسفته تجاه العمل الخيري وما تتركه من أثر عظيم في النفس, تماما ً كما أخبرنا الإسلام به قبل ألف وأربعمائة عام,  ويعرض أيضاً أقوالاً لعلماء ومؤلفين كتبوا في هذا الشأن, فيخبر عن كوشنر مثلا ً الذي يقول في أحد كتبه  إن تسخير أنفسنا للآخرين لا يغير على المستوى المنطقي شيئا ً من ماضينا " إلا أنه على المستوى اللامنطقي حيث تسكن أرواحنا يفضي بنا إلى الأعماق الخيرة النبيلة من ذواتنا "وهو ما يتفق مع قول الله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدقةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) .

يقول الكاتب اننا جميعا ً نستطيع تقديم عمل ما بطريقة ما فقد جائتهم ذات يوم سيدة وكانت تقول أنها تريد المشاركة في العمل الخيري لكنها لا تجيد أي عمل فهي فقط أم لأطفالها , وذات يوم عندما كانت في المستشفى الخيري وجدت لا فتة عند غرفة الأطفال الرضع تقول "لا تلمس الأطفال" فتعجبت وسألت الممرضة باستنكار عن السبب فقالت الممرضة "إذا حملت واحداً سيشعر الآخرون ويبكون والجميع مشغول هنا فمن سيحملهم!" وهنا وجدت السيدة الأم عملها الخيري ومكثت ساعات عملها الخيري في حمل الأطفال الرضع بالتناوب واعطائهم بعض الدفء والحنان المفقود .

 أيضا يذكر بعض تجارب الأشخاص في علاجهم للإكتئاب والملل, كالسيدة الثرية التي لم يسعدها ثرائها ولا أولادها ولا مكانتها الإجتماعية بل حتى طبيبها النفسي لكنها أخيرا ً وجدت نفسها ورضاها في العمل الخيري والذي لم يكن سواء التخفيف عن الناس وقول بعض العبارات التشجيعية لهم .

كتاب ذا فائدة, واختم منه بعبارة جميلة يقول فيها مورش " إن من يحتاج إلينا لا يريد أكثر مما هو متاح في أيدينا الآن مهما صغر شأنه " .


0 التعليقات:

:)) ;)) :D ;) :p :(( :) :( :-o :-/ :| :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق