الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

روايه: بائعة الخبز [1]


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الكتاب : بائعة الخبز - رواية كلاسيكية فرنسية
المؤلف : كزافييه دو مونتبان
ترجمة : د. رحاب عكاوي
 دار النشر : دار الحرف العربي
الطبعة : الأولى
عدد الصفحات : 294






هذه المرة الثانية التي اقرأ فيها هذه الرواية ولا أذكر متى كانت المرة الأولى !
قبل كل حرف اقرأه وقعت في شباكها, فتنني العنوان! بائعة الخبز , لحن كلاسيكي, بساطة متجلية, أنثى,
جمال, ظلم, عشق وخبز برائحه الفجر و آه يا مدموزيل !

تجري أحداث الرواية في القرن التاسع عشر وهي الفترة التي برز فيها هذا النوع من الروايات الشعبية المتسلسلة
التي أدى إلى ظهورها بداية تطور الصحافة في ذلك العصر. وهي تعتمد على تسلسل الأحداث الذي لا يترك مكاناً
لتعمق في الشخصيات وفلسفاتهم و كانت تنشر على شكل فصول في الصحيفة ولذا نلاحظ ان نهاية كل فصل جذابه
وتثير فضول القاريء ليتشوق للفصل التالي وكما هو معلوم شيئا ً فشيئاً أصبح هذا النوع الشعبي باليا ً ومن الماضي .

بائعة الخبز رواية إنسانية البعد الواقعي فيها يجعلها مؤلمة وإن كان هناك مصادفات كثيرة وتكاد تكون خيالية تحدث
لشخصيات الرواية لكن هذا هو زينة الرواية وزخرفتها . لب الرواية هو ما أراد مونتبان تسطيره هنا وجعله تاريخا ً للأجيال
القادمة فالظلم والمعاناة للطبقة الفقيرة كان سمة وعلامة يندى لها الجبين . الألم الذي يعانيه المعوزون وهم الأكثريه
وظلم المحاكم ووقوفها مع صاحب الثروة الأكبر هي أمور تحدث في كل زمن لكنها كانت كما أسلفت سمة لذلك العصر.

جان فورتييه بطلة الرواية عشت معها معاناتها, أسرتني من ظهورها الأول في اول صفحة للكتاب وهي تجر طفلها ذهاباً
للبقالة, صورة معبرة جدا ً تنبئك سطورها عن ألم تلك الأرملة المتشحة بالسواد فهي تمشي تجر طفلها خلفها بدون أن
تتحدث معه وكأن بالها في مكان آخر وملامح اكتئاب تتربع على صفحة وجهها وآيات حز في عينيها . لقد فقدت حب
حياتها باكرا ً , باكرا ً جدا ً . أما الآن فكل ما أمامها هو توفير لقمة عيش لطفليها مع صعوبة ذلك فلا أعمال للنساء في ذلك
الوقت والفقر مدقع ومنتشر كالهواء !

مسكينة جان فورتييه , فقدت كل ما تملك حتى عقلها لكن لم تفقد انسانيتها .. قلبها النقي قابع في مكانه لم يتغير رغم
أنها واجهت كل ما يمكن أن تواجهه في هذه الحياه من ألم ! بكيت من فرط المشاعر التي اعترتني في بعض المواقف التي
لا أريد ذكرها هنا لئلا احرق القصة على من لم يقرئها, وبكيت على جان فورتييه الفلسطينيه, نعم لا تستغربوا فهذه القصص
وأكثر تحدث يوميا ً للأمهات الفلسطسنيات ولم يفقدوا عقولهم بل وقفوا شامخات واستمروا بإنجاب جيل شامخ كالنخل أصله
ثابت وفرعه في السماء لا يكل ولا يمل من المقاومة والشهادة والإبتسامه .
ما أقبح الظلم , وسبحان من حرم على نفسه الظلم وجعل سهم المظلوم حاد لا يخطيء ظالمه !

                                                                                                جماد الثاني 1430

هناك تعليقان (2):