يحدث أحياناً أن تقف فجأة في منتصف الطريق بعد أن كنت تمشي بثقة ! فجأه هكذا يصبح أمامك عدة طرق متفرعة لا تدري أيها تسلك !وتشعر بألم في داخلك يعتصرك , يسحبك نحو الداخل ويدفعك للانطواء والانكماش .. الحيرة هي أسوأ ما قد يحصل للشخص فدائماً نجد من يبرر خطأ ما بقوله "كنت محتار ومدري وش أسوي!" .. تعدد الخيارات أمامك هو فرصة لكن بدون ثقة بذاتك سوف تستولي عليك الحيرة وتنهشك عضواً عضواً .
وهذا ما يحصل لي .. فجأة أتوقف وكأن أحداً ما صفعني .. ألتف حولي .. أنظر لمكتبي , لغرفتي , لأصدقائي , وأنظر لنفسي وسؤال ما يعلو داخلي ويضج صداه أذني .. من أنا ؟ ثم تتبعها استفهامات .. ماذا أفعل وماذا أريد ؟ إلى أين سأصل ؟ - وبسخرية-ماهو المهم في الحياة على أية حال ؟ مالذي سأندم على فعله ؟ ومالذي سأندم على تركه ؟
كثيرة هي الإستفهامات وكثيرة هي المرات التي تزورني فجأة هكذا لتعيق لي دربي وأتكدر .. أتكدر حقاً لكن قليلة هي المرات التي أدرك فيها أن الجواب معي دائماً .. الجواب هناك تماماً حيث توجد الأسئلة ذاتها .. في داخلي .. in my heart وأستوعب فجأة أيضاً أنه لا يجدر بي كمسلمة أن تلاحقني هذه الأسئلة, وأني من المفترض أن أكون دوماً ثابتة مطمئنه .. (يا أيتها النفس المطمئنه) هذا هو النداء الذي يفترض أن أنادى به .. نعم قليلاً ما أدرك هذا ودائماً ما أتخبط أياماً في بحر الحيرة والتشتت .
من أنا ؟ أنا عبدالله .. ماذا أريد ؟ بالتأكيد رضاء الله وإلى أين سأصل ؟ إلا الجنة إن شاء الله وما هو المهم ففي الحياة على أية حال ؟ المهم هو أن لا أنسى أن الله خلقني لعبادته (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وأن هناك نهاية تنتظرني, نهاية أنا أوؤمن بها وأعتقد بوقوعها في أي وقت .
هذا الإيمان وهذا الإعتقاد الثابت يجدر أن أن أجدده يومياً وأن لا أغفل عنه حتى لا تداهمني الحيرة وحتى أستطيع أن أعرف مالذي سأندم على فعله ؟ ومالذي سأندم على تركه ؟ فقط بالإيمان ستعرف ذلك .. ستعلم أنك ستندم يوماً على كونك منهمكاً في توفير أسباب الرفاهية والطعام للسيارة التي ستقود بها في طريقك الطويل والشاق ناسياً أنك لم توفر المال وقليل من الرفاهية للمكان الذي ستصل إليه .. فأنت في النهاية يجب أن تصل إلى مكان ما ويستحيل أن تظل تقود وتقود إلى مالا نهاية وبدون توقف .
يوماً ما ستتوقف .. ترى مالذي سيحدث لك حينها ! أياً كان عملك وأياً كانت مهارتك في هذه الدنيا فكلنا في النهاية لنا المصير ذاته (الموت) ولنا الأمنية ذاتها (الجنة) والمخاوف ذاتها (عقاب الله) والأمل ذاته (مغفرة الله ورضاه) .. وهذه الرؤية الواضحه ستمكنك من معرفة الصواب والخطأ .. ستدفعك يوماً لمعرفة هل يجب أنتغش في الإختبار لتنجح أم أن هذا سلوك خاطيء وأنك قد تغش وترسب .. ستدفعك يوما للمعرفة إن جائك محتاج لطلب مبلغ من المال قد يكون كبيراً هل يجب أن تعطيه أم أنك ستندم وتكون في مأزق وأنك الأولى بهذا المال .. ستدفعك يوماً لمعرفة لماذا يجب الصبر على الوالدين ؟ ولماذا نرفق بهم مع أنه أحياناً قد يضايقك أحدهم ولا تتفق معه البته .. ستدفعك يوماً لإنقاذ صديق ضل الطريق لأنك متيقن أنه ليس هذا ما يريده وأنه سيشكرك يوماً إن اتضحت له الرؤية بعد ذالك الضباب الذي أغراه بمنظره وحجب عنه معرفة الصواب.
الصواب الذي يفارقك فجأة وأنت في أشد حاجتك إليه .. بإمكانك استرجاعه بسهولة إن اجبت على الأسئلة التي تعلو في داخلك .. ويجدربك يا صديقي أن تجيب عليها بسهولة وفي غضون دقيقة حتى لا يخيب ظني بك وحتى نهزم "معشر الإستفهامات" شر هزيمة , تلك الكائنات المغرورة الحمقاء كم تدمر من أشخاص وكم أكرهها حين تداهمني فجأة !
تعلمين, لم يسبق لأحدهم ان صور الأمر بهذه البساطة
ردحذفكلنا نمر بلحظات التساؤل عن جدوانا وجدوى وجودنا وغالبا ما تتزامن هذه التساؤلات مع مكدر قد حصل, او مكروه قد وقع..سواء لنا او لعزيز علينا.
كلنا مؤمن, المشكلة ان درجات الايمان تتفاوت..والغفلة قد تطغى على القلب فتعميه, فنغفل عند بديهيات ومسلمات المفترض أن تكون واضحة امامنا
أهلا ً بك Drifter كأول معلق على مدونتي ~
ردحذفتشرفت حقا ً بقراءة وجهة نظرك ..
يسعدني أني صورت الأمر ببساطة
وهل تعلم أنت .. صحيح أن درجات الإيمان تتفاوت لكن
عندما تضع ثمة أمر في رأسك وتؤكده بقلبك
مثلاً كالإختبارات الكثير لا يحب المذاكره والكثير تتفاوت
درجاتهم لكن ايضا ً الكثير ينجج لماذا ؟
لأن الجميع لديه هدف النجاح .. رغم اختلاف مستوى النجاح من امتياز إلى مقبول .. لكن يبقى في النهاية أنهم نجحوا واجتازوا .. وكذلك الإيمان
مهما كان نوع الغفلة التي واجهتك فسينقذك فقط تحتاج أن تتذكره, أن يكون حاضرا ً في قلبك
كحضور الرغبة في النجاح يوم الامتحان ~
تحياتي لتعليقك ~